بسمِ الله الرّحمن الرّحيمِ
كنَّا أذكى البَشر وَأثقفهم، والآن بوجود شبابنا الحاضر من أكسل البشر ..!
مِحور مَوضوعي هذا ولو كان يرفع الضّغط ، يدور حول حاضر الشباب من الجنسين ،مسندا ذلك في كل الأسانيد والتجارب الصحيحة ،الأمة تتلفت حولها وتنظر مستقبلها ،فإذا رأت شبابا مقبلا على الله مستقيمًا على الطريق الصحيح في عمل جاد نافع ، فإنها تطمئن إلى أن مستقبلها بخير وإلى خير ، إما إذا نظرت فرأت شبابا معرضا عن تقوى الله هاجرا للمساجد منصرفا إلى اللهو والعبث ، فإنها تشعر إن مستقبلها في خطر ،والأمة أيضا إذا شعرت بالخوف على أمنها الوطني أو أمن وحدتها وأمن نسيجها الاجتماعي أو مقدراتها أو نسائها ، فإنها تنظر إلى شبابها ، الأمة إذا رأت أن ثقافة شبابها حثتها القصور أو النسيان ، نظرت إلى مثقفيها ومعلّميها ورجالات مجتمعها ؛ لأنّ الأمم تعرف من واقع ثقافة مُجتمعها ، قبل أسبوع وقع في نظري موضوعان ، واحد سرني جدا والآخر أساءني جدا ، أما الذي سرني وهو إن طبيب دكتوراه سعودي مبتعث في أميركا ، أجرى عملية لامرأة أميركية حامل في شهرها الخامس ،اكتشف إن الجنين مشوّه خلقيًّا في شرايين القلب ، قرّر إجراء العملية وهو داخل رحم أمه ،فتم ذلك في عملية لم تجرى من قبل ، ونجحت العملية وكتب عنها الإعلام الأمريكي والأوروبي ، وعرض عليه العمل والجنسية الأمريكية ولكنه رفض لأن هذا الإنجاز يسجل للوطن وللمواطن والشخصية السعودية ،إما الموضوع الذي أساءني هو إننا كسعوديين أصبحنا بوجود شبابنا الحاضر من أكسل البشر مع شقيقنا الشعب السوداني ، عندما أنظر إلى تعليمنا ومخارج تعليمنا في كل فروعه نحن في عالم الطّليعة ،وعندما أبص على لغة إخواننا المصريين إلى ثقافة أبنائنا يرجع بصري خاسئا وهو حسيرا ، بل الغالبية من طلابنا لا يستطيع كتابة أربعة أسطر بدون أخطاء ،ولسوء الطالع إن هذا لا يقتصر على الطلاب والطالبات بل لمعلّميهم ، وهذا يعطي إن العطب هو في الهَرم ،في الجامعات والكليات وجميع مدارس التعليم ، أين السبب ؟ ، كان سابقا لدينا خمس جامعات فقط وكنا مُتسيّدين العلم والثقافة والمعرفة والعالم الأذكياء ، الآن لدينا فوق ثلاثين جامعة ومئات الكليات العلمية والمهنية ولكننا من جنبها ، أين الخلل ؟سأكون صادقا مع الله ومع نفسي ومع القرّاء ومعكم معشر الشباب ، والله إن الخلل في أدمغتنا معلمين وأساتذة وطلاب ،والله إنني لم أدخل مدرسة سعودية من يوم خرجت على الطبيعة إلى اليوم ولو إنني لا أريد الإشارة إلى ذلك ،لحاجة في نفس يعقوب ، كنا أشبالا وشبّانا نجالس الرجال ونسامرهم حتى يتفرقوا ويناموا ونستفيد منهم حياءً وأدبا وثقةً واحتراما وشعرا وسمتا وحِكمًا ، لم تكن في جيوبنا دراهم ولا فسحات ،كنت في جيزان وأنا شابا حديث الوظيفة كنا ستة أفرادا ساكنين مع بعض ،ومعروف أن جيزان منطقة حارة ولا توجد لدينا ثلاجة نحفظ أرزاقنا داخلها ، نشتري لحومنا ونملّحه ونعلقه في عمود الخيمة ،تتسلّقها الكلاب أجلكم الله ليلا وتأكله ، عملنا لها مكيدة ، ولسوء الحظ إنني أول من طاح بها ، فمن أراد أن يعيّرني إذا كان ذو ثقافة فمسموح ،إما غير ذلك لا ،حفرنا حفرة صغيرة بعمق أكثر من مترين وغطّيناها في كيسا خفيفا نرمي بواقي الطعام فوق الكيس حتى يطيح الكلب داخل الحفرة فلا يستطيع أن يخرج منها ، كنا في شهر رمضان الكريم وكنت نائما أيقظوني زملائي للسحور ،فذهبت إلى الخلاء ونسيت الحفرة التي أنا ضمن من حفرها فوقعت بها ،سال دمي من رأسي وأسناني وأنفي ورجولي وجبهتي وهذه نتيجة من حفر حفرة سيقع بها ،احذروا يا شباب الحفر .
عبد الهادي الطويلعي
25/12/2021م