((الأسد يتكلم))
ويحم فإذا هو بأسد يفترس من صيران الجنة وحسيلها، فلا تكفيه هنيدة ولا هند ، اي ماءة ولا ماءتان، فيقول في نفسه: لقد كان الأسد يفترس الشاة العجفاء ، فيقيم عليها الايام لا يطعم سواها شيءا.
فيلهم الله الأسد أن يتكلم، وقد عرف ما في نفسه . فيقول: يا عبدالله، اليس احدكم في الجنة تقدم له الصحفة وفيها البهط والطريم من النهيدة، فيأكل منها مثل عمر السموات والارض، يلتذ بما أصاب فلا هو مكتف، ولا هي الفانية؟ وكذلك انا افترس ما شاء الله فلا تأذى الفريسة بظفر ولا ناب . ولكن تجد في اللذة كما أجد بلطف ربها العزيز .
أتدري من انا أيها النبيل؟ أنا أسد القاصرة التي كانت في طريق مصر، فلما سافر عتبة بن أبي لهب يريد تلك الجهة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك . ألهمت ان اتجوح له اياما. وجيت وهو ناءم بين الرفقة فتخللت الجماعة اليه . وأدخلت الجنة بما فعلت.
القارظ العنزي
|